بقلم : محمد العطيفى
رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة أو رضى الحاكم .
التيارات الاسلامية رأت أن غياب الدولة هو الارض الخصبة لهم فى السيطرة على العقول خصوصا الاماكن المهمشة والتى ساعدتهم الظروف فى السيطرة على عديد من قاطنيها بين الترغيب والترهيب بأسم الدين .
نحن فى عالمنا نتقى الله ونخافه ، وهذا هو السلاح الذى استخدمه دعاة الدين الذين فرضوا انفسهم بالقوة على المجتمعات ، وأقناع البسطاء بأنهم أهل الدين ، أتاح الستلايت والهواء المفتوح المساحة لهم لتثبيت اقدامهم استغلالا للرهبة الايمانية التى لدى الشارع فى العالم العربى من بث افكار ظاهرها الرحمة وفى خباياها العذاب ، ونتج عنها فكر متطرف يحض على كراهية الآخر ليمزق اوصال الشعوب وتماسكها . البعض مازال يرى الدواعش انهم صناعة غربية وهذا فقط لتبرير الارهاب الذى خرج من عباءة هذه التيارات لدرجة افقدت الجميع القدرة على التمييز بين الدين الحقيقى ومفاهيمه وبين الادعاء والتدليس بأسم الدين .
العديد من الدول العربية يعيش اقصى حالات الفوضى والاقتتال والحراب بين ابناءه ، ولا أحد لديه الحجة اذا كان هذا باسم الدين أم باسم القوى الشيطانية التى تلقى به فى آتون المعارك والاقتتال وحرابة ما انزل الله بها من سلطان .
البعض يتهم الغرب بحجة ( المؤامرة) هل سأل أحدنا نفسه لماذا أقاتل اخى سواء فى البيت أم فى الشارع أم فى الحى أم فى الدولة ؟ لا أجابة
انها الافكار التى افتقد فيها العقل قدرته على التعقل والتسامح . فالدين هو أحد الركائز الكبرى لتماسك المجتمعات ، والادعاء بأسمه هو من اوصل المجتمعات والدول المتناحرة فيما بينها الى هذا السبيل ، فلم يعد هناك اعتبار للاشهر الحرم أو حتى كل شهور السنة لغياب لغة العقل والمنطقية والتسامح .
اليوم العالم كله ضد هذه التيارات التى خربت بلادها ووصلت الى تخريب العالم . فهاهى منبوذه لدى المجتمعات المتقدمة .
العنف تم رفضه فى نيوزلندا ضد المسلمين ، الغرب يرفض الابادة الجماعية لمسلمى الراوينجا . النمسا ترفض عنف الاخوان ووجودها على اراضيها ، المانيا ترى ان التيارات الاسلامية تهدد وحدة وسلامة اراضيها ، والبقية تأتى !
اليوم فى ليبيا تجتمع هذه التيارات الاسلامية لتحارب الجيش الذى يريد فرض سيطرته على الارض مدعومة من تركيا وايران تدخل على الخط بمساعدة ممن لهم مصالح فى عدم استقرار هذا البلد والذين نهبوا وينهبوا خيراته لانهم خفافيش ظلام ويدفع الثمن العديد من ابرياء وفقراء هذا الشعب . من نهب خيراته يعيشون فى الخارج بأمواله ، ويبقى الشعب الفقير الذى لاحول له ولاقوة اسير لهؤلاء الخفافيش ومصاصى الدماء .
العالم اليوم والشباب فى العالم العربى فهم جيدا هذه اللعبة ، لذا هو يطالب بالجيوش القوية والأمن طموح راسخ فى أذهانه لينعم حتى بابسط قواعدالامن ، شباب اليوم كره الشعارات الرنانة التى لاتناسب الواقع المعاصر فى ظل الاتصال بالعالم الخارجى من خلال التكنولوجيا .
دعم حفتر فى ليبيا لم يعد خفيا ، اميركا وروسيا والصين وفرسان العالم العربى الجديد السيسى ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد هم التيار الذى لم ولن يسمح بهزيمة حفتر حتى لو اضطرهم للتدخل عسكريا لحماية منطقة الشرق الاوسط من التمدد الايرانى أو التركى فى المنطقة .
ولا أحد يريد أن تكون ليبيا مرتعا لهؤلاء الذين أحرقوا الاخضر واليابس فى هذه الدولة التى من حق شعبها أن يعيش كباقى شعوب المنطقة ينعم بالامن والاستقرار .
وخروج هؤلاء متجهين الى اردوغان الشر ليس ببعيد ، ومحاولة هروب السراج امس وعودته من المطار امس بقوة المليشيات وسيطرتها دليل بأن اللعبة انتهت ..
السودان قامت على البشير المناصر لهذه الجماعات ، والجزائر فى ظل حراكها السلمى رفضت وجود اى شكل دينى فى شوارعها ، وتم وداع عباس مدنى صاحب العشرية السوداء من قطر فى ظل تأفف شعبى جزائرى ، تمنى الشعب ان يكون مثواه الاخير تركيا .
ففى ظل الوعى الشعبى فى هذه المرحلة ننظر الى مستقبل مشرق فى هذا العالم الذى سرقه الاسلاميون لفترة فاق على اثرها الشعب بأنه تم تغييبه ربما بمنومات لفترة سنوات وها هو يفيق على الحقيقة التى من خلالها سينهى على هؤلاء الدجالين معلنا نهاية الدرس
وفق الله شعوبنا ، والتغيير يتم من خلال جيوش قوية وامن مستقر وشعب واعى .