صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠
-
24/06/2019 02:48:00 ص
- |
- رئيس التحرير
تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام .
وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين .
فرفض العرب الورقة البيضاء التى أعطت الحق للفلسطينين فى السيطرة على ٨٠% من الارض وتشكيل حكومة بين الفلسطينيين والاسرائليين يشكل الاسرائليين ٢٠% منها فى العشرينات .
ثم تمر السنوات ويبقى الصراع مستمرا إلى أن تم سلام بين أكبر دولة المواجهة وهى مصر لتسير على نهجه الاردن وبقيت سوريا بعيدا عن الحل الذى كان من شبه المؤكد أن يساعد الفلسطينيين فى الحل ووضع نهاية للصراع .
ففى الوقت الحالى وكما يقول بعض الساسة من الاسرائليين ان الفلسطينيين ليس لديهم قيادة للسلام .
وواقعيا هناك فهم جيد للسياسة الدولية وتلعب عليه السياسة الاسرائلية بكل قوة .
وهذا يتضح من خلال ( صفقة القرن ) حيث يرى ترامب ان ماسبقه من رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية فشلوا جميعا فى إيجاد حل لهذه القضية . أيضا كان هناك تملص وإصرار من طرفى القضية فى كيفية الوصول إلى الحل . ولم يكن هناك قادة من الطرفيين لديهم النية فى السلام . فرأى ترامب أن الحل يجب أن يكون غير تقليدى وخارج الصندوق الذى من خلاله يتم التعامل مع القضية .. وإحدى الرؤوى التى انطلق منها هو التركيز على الاقتصاد فى هذه المنطقة الذى تنعكس آثاره على الجميع بما فيهم للفلسطينين وضخ اموال كثيرة وتعاون اسرائيلى عربى كمقدمات للحل .
فى البداية من الإعلان عن الصفقة كان هناك رفض فلسطينى على الصفقة التى مازال يحيط جزء منها الغموض و التى ربما لاتتفق مع الرؤية العربية و التى سميت بالمبادرة العربية .
وعلى الصعيد الاسرائيلى نجد أيضا أن هناك رفض للصفقة لكن بصورة أخرى لم يتخذ الرفض المباشر كوسيلة. فعدم تشكيل الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو والتصدى له من ليبرمان الذى استعان بايلى افيدار( حزب اسرائيل بيتنا ) وكليهما يمثل اليمين الاسرائيلى حيث يحاولون الآن فى الجمع بين الدينيين والليبراليين، ويرى العديد من الاسرائليين انه خيار صعب على ليبرمان وافيدار فى مواجهة نتنياهو الشخصية الأقوى سياسيا فى إسرائيل حالية . لكنهم استطاعوا منعه من تشكيل الحكومة . وهذا الوضع سيستمر إلى شهر سبتمبر القادم. ليبدأ نتنياهو فى تشكيل حكومة ائتلافية تحتاج وستستغرق المفاوضات لها مدة شهرين آخرين . اى ان صفقة القرن فى إجازة فى تلك الفترة حيث لا توجد حكومة إسرائيلية تستطيع اتخاذ القرار . لتبدأ بعدها الانتخابات الأمريكية ويتم انتظار ما ينتج من هذه الانتخابات .
وعلى ضوء هذه المعطيات يكون هناك فرصة للعرب للتفكير على مهل حيث لا يوجد ضغوط تستدعى ان نكون فى عجلة من امرنا ، بل هى فرصة للتفكر بتروى والنظر فى أمر الصفقة والترتيب والتشاور وإيجاد الحلول المناسبة فى إجازة الصفقة التى من الممكن وضعها على الطاولة امام الجميع فى بداية ٢٠٢٠