بقلم : محمد العطيفى
يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من الاوبئة الأخرى. لكن لم تكن بمثل هذه الحالة من الهلع والخوف التى أحاطت بكورونا ؛ ربما لاننا لم نشهدها وسمعنا عنها وكانت بمثابة اساطير . ساعد من ذلك القنوات التليفزيزنية والفضاء المفتوح بما فيها وسائل التواصل الأجتماعى .بمعنى أن التكنولوجيا فى ايامنا المعاصرة كان لها اليد العليا فى التواصل والتداخل حول العالم مقربة للمسافات وسرعة انتقال الخبر .
وللحقيقة كل هذا ساعد من التوعية للحماية والوقاية . فحملات التحذير كانت نواقيس خطر لدعوة سكان الارض للحيطة والحذر وزيادة الوعى للاكتراث من هذا الخطر القابع على الكوكب . بدأ فى اوهان بالصين لينتشر فى العالم أجمع حاصدا ارواح ومرضى اكتظت بهم المستشفيات ومن حتى الموهمين به لو مجرد انفلونزا عادية .ليزداد الخوف ..وهل للخوف من مقاييس يقاس بها ؟
بالتأكيد كان هناك عبأ كبيرا على الحكومات وصناع السياسة من هول هذا الصاعقة التى اتت ولم تكن فى الحسبان؛ لم تخطط الدول لحجم هذه الكارثة . فالجميع كانت قرارته غيرمدروسة ؛ بل هو التعامل مع الواقع الجديد المفاجىء على ضوء المستجدات اليومية فى ظل نقص الاستعدادات التى تداركتها الدول اخير والعمل على الزيادة فى انتاجها أو استيرادها منها كمامات الوقاية والمطهرات . لكن استطاعت الدول بلا استثناء أن تصمد أمام هذا العدو الغير مرئى على مسافة واحدة فى مجابهة هذا الفيروس بغض النظر أذا كانت دولا قوية لديها العديد من الأمكانيات أو الفقيرة التى ترغب فى النهوض. أو حتى الدول التى تعانى ويلات الحروب والصراعات الداخلية . فكانت السياسة العامة فى المواجهة متشابهة تمام . منها الدعوة للبقاء فى البيت ؛ والحيطة والحذر ومراعاة التباعد الأجتماعى ولبس الاقنعة والتحوط بالنظافة الشخصية واستخدام المطهرات الكحولية للحد من انتشار الفيروس لحين ان يأتى العلاج القاطع الذى لم يأتى للأن رغم ان العديد من الدول تتسابق عليه وسط حيرة وذهول من انتشار المرض وأعداد الوفيات .
توقفت العديد من الرحلات الجوية والانتقال والسياحة التى لعبت دورا فى انتقال الفيروس ؛ رغم انها آتت متأخرة شيئا ما ؛ والا كان توقف الفيروس فى الصين ولم ينتشر فى العالم محققا اصابات تصل الى 7 مليون اصابة حول العالم اليوم .
لكن عندما فرضت الدول الحظر والتقليل من التواجد الخارجى وأغلاق المؤسسات الا النادر منها وجدنا انهيار وأفلاس شركات كبرى ولم تحقق أى دولة نمو ليقف عند صفر أو نسب مئوية تكاد ان لا تذكر . كان هناك مشاكل كثيرة داخل المجتمع منها العنف الأسرى نتيجة التواجد المتواصل داخل البيت . زادت الجريمة بالطريقة التى تتفهم التواجد الاسرى فى المنزل .
ليختم التضخم هذه الحلقة الكبيرة التى بدأت بالخوف والهلع لتصل الى تبدد مخاوف الفيروس ؛ والدخول الى مخاوف المستقبل الذى لم تتضح بعد معالمه الجديدة رغم كثرة الحديث عنه .
ففى ظل كل هذه الحيثيات والمعطيات علينا ان نفكر جيدا فيما قامت به الدول من مجابهة الفيروس ووضع كل امكانياتها فى خدمة مواطنيها ودفع مرتباتهم وهم فى المنازل . يستثنى من ذلك وزارة الصحة التى كانت بكل الطواقم الطبية هم الخط الاول المقاتل الشرس لهذا الفيروس وهم من يستحقون التحية والتقدير ةالفخر للعالم أجمع وليس لدولهم ؛ وايضا البعض من الاعمال الذى لم يتوقف مثل المحلات التى تتاجر فى الاغذية وعمال البناء .
فالتضخم اصبح واضح حيث ارتفاع اسعار العديد من السلع ؛ وانفاق الحكومات يعتمد على الناتج الاجمالى العام للدولة . وبالتأكيد وفى فترة ستة شهور كان الناتج المحلى العام فى العالم اجمع اعلى من صفر بقليل .
هذا بكل تأكيد يؤكد لنا أن التضخم سيتم تعميمه ويصدر للجميع . فليس هناك حلا سوى طبع الاموال ( البنكنوت ) فى ظل ظروف اقتصادية تسوء يوما بعد الآخر وسيظل بل سيرتفع التضخم فى العالم هذا العام وربما العام القادم حتى تبدأ حركة العجلة الأقتصادية.
لكن النقطة الهامة اليوم هو العودة للعمل والخروج من المنازل الذى تدعو اليه الحكومات والدول وتخفيف الحظر . هو بالفعل يعتبر من الأخبار السارة التى يتطلع لها العديد وم حبيسى المنازل والملتزمين بالحظر ؛ وهم فى ولع لمعرفة المستقبل الجديد ؛ وكيف ستكون الحياة بعد كورونا ؟
فهل سنرى بالفعل تغييرا جديدا فى الحياة ؟ هل ستقف الحروب ونرى فى العالم الجديد ( عالم ما بعد كورونا ) تعاون دولى جديد بشكل يحترم ويحبذ القيم الانسانية التى فرضتها كورونا فى العالم ؟ وكيف لهذا الفيروس الغير مرئى من تداعيات على كافة الاصعدة التى تهم الانسان . منها ماهو اجتماعى وماهو ثقافى وماهو ادبى وماهو علمى وماهو اقتصادى !! وكيف سيتعاون العالم فى العودة بالاقتصاد الى ماكان عليه قبل كورونا !!!
وكيف ستتعامل الحكومات مع الاعداد الكبيرة للبطالة والملايين الكثيرة من البشر التى فقدت اعمالها حيث ارتفعت البطالة فى العديد من الدول الى أكثر من 15 %؛ العديد من القطاعات تأثرت بشكل واضح وصريح دون سابق انذار مما سيؤدى الى ارتباك فى المجتمعات نتيجة هذه البطالة المرتفعة !!
كل هذه الاسئلة ستجيب عنها الأيام القادمة .. ومايجب ان يركز عليه الاعلام اليوم تاركا خريطة كورونا الذى لم يجد الى اليوم لا لقاح أو دواء نتيجة عدم التعاون بين الدول ؛ وكل دولة كانت تقاوم كورونا بجهودها الفردية وهذا ما ادى الى تأخر اللقاح والدواء ..
وهل سيكون له جدوى اذا كان بالفعل الفيروس فقد قوته كما يأتى اليوم على لسان بعض المتخصصين وأهل العلم ؟؟
فلننتظر ونرى بعيدا عن اى نظرات تشاؤمية فالعالم واجه حروبا مدمرة وفقد الملايين من الارواح ونهض بقوة عما كان عليه .....