مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا
-
06/06/2020 08:47:00 ص
- |
- رئيس التحرير
بقلم محمد العطيفى
استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صادقة لما لليبيا من مكانة وجوار مع شقيقتهم مصر .
هذه المبادرة ينتظرها العديد من الليبين منذ سنوات عديدة . والكل يتساءل اين مصر من الفرقاء السياسين فى ليبيا ؟.هذا ما سألنى عنه العديد من الليبين مرات عديدة بمختلف اطيافهم ، وهم من يمثلون الليبين الشرفاء الذين يهمهم استقرار بلدهم .
وتأتى هذه المبادرة اليوم بمثابة انفراجة كبرى تحتاج الى العمل الجاد وتفعيلها وفرضها على العالم وليس فقط الليبين ، خصوصا أن العالم اليوم فى حالة عدم استقرار وصراع بين القوى الدولية لاتقف الا أمام القوة وليست القوة العسكرية بل قوة القرار الصائب المدروس والمقبول بين المتصارعين .
وتعتبر مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يعتبر الملف الليبى لديها من أقوى الملفات ؛ ليس هذا فحسب بل مصر هى أدرى أكثر من أى دولة فى العالم بالملف الليبى . وكان الملف الليبى ورقة خلاف بين امريكا ومصر للجهل الامريكى بالواقع الليبى وفهم التركيبة الليبية المتعددة والواسعة بناء على تركة الموروث الاستعمارى الذى جعل من ليبيا ثلاثة اقاليم الجنوب الليبى موروث فرنسى ، وطرابلس موروث ايطالى ، وكانت برقة موروث انجليزى . ربما لا أحدا يرى للدور الأنجليزى دورا واضحا . والدور الأنجليزى يحتاج الى النظر بعمق وربما فى الكواليس لكنه موجود . والدليل الأكبر لوجوده هو من أتى بالسراج . فالسراج لم يكن له دورا فى المشهد الليبى الا بعد ان دفعت به بريطانيا فى المشهد السياسى كرئيسا للمجلس الانتقالى فى الصخيرات برعاية أممية .
فأجتماع المستشار عقيلة صالح والقائد العسكرى الليبى خليفة حفتر مع الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم فى القاهرة هو البداية الحقيقية لخلق الاستقرار والأمن الليبى المفقودين منذ انتفاضة فبراير 2011 .
تضمنت دعوة الرئيس السيسى كافة الأطراف الليبية ولم يتم استثناء طرف منها لوقف اطلاق النار ، والاستناد الى مخرجات برلين بالرغم من أن برلين لم يتم تفعيله والاهتمام به نظرا لشائكة الوضع الليبى المتعدد الجوانب وتدخلات دولا كثيرة فى هذا الملف مما ساعد على تأجيج حالة الصراع داخل ليبيا .
كما تضمنت المبادرة المصرية الالتزام بإعلان دستورى ليبى تتفق عليه كافة الأطراف لترسيخ السلام بين الأطراف الليبية المتصارعة بالأضافة الى تفكيك المليشيات ونزع اسلحتها لأنها تساعد على استمرار الفوضى وعدم وجود دولة .
هذا الأعلان يعتبر اللبنة الأولى وخارطة طريق لأعادة ليبيا دولة مستقرة صاحبة سيادة فى قرارها والذى سيساعد فى خروج الاطراف الخارجية التى تؤجج الصراع بما فيها التدخل التركى المدعوم من الأخوان المسلمين وتحويل ليبيا الى بؤرة صراع وسيطرة الارهابيين وعودة داعش ونقل التجربة السورية القائمة على الفوضى الى ليبيا .
ولنجاح هذه المبادرة التى تحاول تركيا ومن يسير فى نهجها النيل منها ، وكل المستفيدين من الصراع الليبى ودماء الليبين أن يتصدوا لهذه المبادرة .
يتم أولا تعيين شخصية مصرية تتوافق عليها كافة الاطراف الليبية كالسيد ( عمرو موسى ) أو شخصية أخرى لكنها تنال رضى وموافقة كافة الاطراف الليبية دون استثناء لبداية حوار سياسى ممكن ان تحتضنه الدولة المصرية ، وأتاحة الفرصة لكل الليبين للالتقاء والوقوف فى وجه اى مجموعات منهم مارقة ورافضة لاستقرار الدولة . هذا سيكون البداية الحقيقية لخروج اى قوى خارجية فى الشأن الليبى بما فيها تركيا والمرتزقة السوريين ، لأن الشعب الليبى فى واقع الأمر بعد كل هذه الفترة من المعاناة والشتات والقتل والسلب والدمار يحلم منذ فترة كبيرة بالدور المصرى فى خلق الاستقرار ، وربما كانوا فى انتظار هذه المبادرة التى أتت لتنشلهم من ويلات عدم الاستقرار التى عاشها الليبيون على مدى عشر سنوات .كما تلقى المبادرة حسن استقبال فى قلوب الليبين الذين طالما حلموا بدولة مستقرة خالية من الصراع وحقن دماء الليبين بعيدا عن التدخلات الخارجية التى لم يجنى الليبين منخلفها سوى دمار البنى التحتية والارواح .. فهيا يا ليبيين الى نبذ العنف وطى صفحات الماضى الاليم والاستعداد الى البناء والعمران بهذه المبادرة المباركة .