بقلم : محمد العطيفى
مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات .
وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل .
وبالنظر الى تاريخ الصراع فى أفغانستان فهو أكثر جدلا وأكبر بكثير من الكلمات الركيكة التى خرج على العالم بها الرئيس الأمريكى ( بايدن )
فحركة طالبان التى أدعى الامريكيون والغرب محاربتها لها باع طويل فى الحروب منذ تاسيسها فى عام 1994 ووجودها فى ( قندهار ) وبروز اسم ( الملا عمر ) ورغم هزيمتهم من ( قوات الدولة الأسلامية ) بعد الهزيمة التى المت بالروس فى فترة الحرب الباردة وبمشاركة ( المجاهدين العرب ) بما فيها تنظيم القاعدة الذى باركته امريكا والغرب آنذاك لتخرج ( امريكا ) العقل المدبر منتصرة فى الحرب على الروس فى افغانستان دون أن تطلق رصاصة واحدة.
لكن طالبان كانت تسيطر على العديد من الاراضى الأفغانية ؛ حتى تمت السيطرة على كابول العاصمة معلنة قيام ( الامارة الاسلامية فى أفغانستان ) للفترة من سبتمبر 1996 حتى 2001
منذ عام 2001 وامريكا لم يهدأ لها بال ؛ لعبت ايران دورا هاما فى حماية الجنود الامريكان والقوى الغربية كحماية لهم وتعزيز من حكم الملالى فى طهران .
حاولت امريكا لمرات عديدة فتح الحوار مع ( طالبان ) لكن كان ( الملا عمر ) ضدهم وبالمرصاد رافضا اى تعامل معهم . والحركة تزدهر وتفهم معنى الحروب ..
يرجع فهم طالبان للوضع الامريكى الذى رأى ان الولايات المتحدة الامريكية تتصرف بصبيانة غير مدروسة منذ حكم الرئيس بيل كلينتون ؛ والذى كان يقف له بالمرصاد الملا عمر وأسامة بن لادن ؛ وامارة طالبان فى الحكم . الى ان أتى الرئيس بوش الذى استطاع ان يجمع قوة 40 دولة ليزيل طالبان من الحكم ؛ ليأتى بعدها ( باراك اوباما ) ليحارب داعش ويقلب الاوضاع فى الشرق الاوسط بما سمى ( الربيع العربى ) . وفى ظل كورونا التى المت بالعالم استطاع ( دونالد ترامب ) ان يبقى السيطرة فى أفغانستان ويحد من تقدم طالبان .
لكن كانت ( الدوحة – قطر ) تحتضن طالبان تحت مسميات التسوية السياسية . وهنا يظهر أهم سؤال ؟؟ هل لعبت قطر دورا بارزا فى عودة ( طالبان ) بمبادرة امريكية ؟؟؟
هذا ما يتضح لنا من ارض الواقع ؛ فدولة الرئيس الهارب أشرف غنى كانت تلقى الدعم والسلاح من الامريكان ؛ تكوين جيش قوامه 300000 ثلاثمائة الف جندى ليس بالشىء الهين ؛ وتسليحه يشرف عليه الامريكان الذين يدعون أن لديهم اقوى الاسلحة ؛ والقوة التدميرية التى تفنى العالم عشرات المرات . لايوجد وجه للمقارنة بقوات طالبان التى لم يصل تعدادها الى 100000 مائة الف مقاتل لتسيطر على افغانستان فى يومين وفى حضور المجتمع الدولى بأكمله ووجود قوات اجنبية مازالت على الارض وسط تبريرات هزيلة من السياسيين بالانسحاب من افغانستان .
فخلاصة القول : لماذا دخلت امريكا هناك ولمدة عشرون عاما ولم تستطع اقامة دولة قوية أو القضاء نهائيا على طالبان ؟
هل كانت امريكا تدعم وتساعد طالبان على الارض أملا فى عمل أمارة اسلامية فى آسيا ؟ وطالبان باكستان فى الجوار ومن الممكن ان تكون هناك رغبة لزعزعة الاستقرار فى باكستان ؟
العديد من الاسئلة التى توضح حجم المؤامرة الامريكية فى العالم ؛ وهى كل يوم تفقد هيبتها ؛ وتزداد خسائرها نتيجة حماقة صانع القرار لديهم !!
وهذا ما يجب عل المواطن الامريكى وأن يسأل حكومته عن سياستها الغير واضحة .
فهل الامارة الاسلامية التى باركها الرئيس بايدن مؤشرا كبيرا عن تراجع الدور الامريكى فاتحا الستار أمام عالم جديد متعدد الاقطاب .
هذا ما ستجيبنا عليه الايام القادمة