تحت سقف الأمم المتحدة الفرصة لأجتماع قادة الدول الأعضاء بالمنظمة ، ورؤية الدول وبلورة أفكارها لتلتقى مع دول أخرى تشاطرها الهموم والتحديات ، ويحتاج فيها الحديث للصراحة والوضوح فى موضوع يكون عنواناً للقمة . بعيداً عن أى أهواء شخصية أو مهاترات صبيانية تقلل من حجم الدولة أمام العالم .
وللحقيقة أقول وللتاريخ ، قبل حراك ٢٥ يناير فى مصر بسنوات حاولت تركيا أن يكون لها دور فى الشرق الأوسط بقيادة ( أوردغان ) الذى ساعده النمو الأقتصادى فى تركيا ، ولا اريد ان أذهب بعيداً الى عمليات غسيل الأموال التى تمت فى تركيا بالأضافة الى أموال إيران التى وجدت المكان الآمن التركى فى ظل الحظر الدولى الذى فُرضّ عليها من الغرب ، وهذا أتاح لها الفرصة ان تحقق نمواً إقتصادياً تم نسبه الى حكمة أوردغان .
لكن الحكمة ليست ( سرقة) وليست ( إحتيال) . فالشفافية هى عنوان لأى دولة تسير فى خط التنمية . لكن كان من دوافع الإحتيال ( الاردوغانى) علاقة تركيا بأسرائيل العميقة منذ الحقبة ( الاتاتوركية) والتى انتهت عندما حاول ( أُوردغان) أن يصنع من نفسه بطلاً مدافعاً عن الشعب الفلسطينى وتحرشه لفظياً مع ( شيمون بريز ) رئيس الكيان الصهيونى على واقع حادثة الأعتداء على السفينة ( مرمرة) والتى لم تعتذر السلطات الاسرائيلية حتى الآن عنها .هذا من جانب
وعلى الجانب الآخر إستغل ( اردوغان) حالات عدم الإستقرار فى العديد من البلدان العربية ليظهر للغرب أن تركيا عضو ( الناتو ) هى أم الديمقراطية . وهو ( الحق الذى اريد به الباطل ) .
( مرمرة) كانت الفناء الواسع الذى جمع عديد من المتمردين على سياسة ( أُوردغان) والذين تم قمعهم بكافة الاسلحة من زبانية اردوغان ، وبعدها تعرض ( أُوردغان ) الى سبعين محاولة إغتيال ، وما نتائج الأنتخابات الرئاسية فى تركيا الا الأحتيال الاردوغانى الذى فهمه الغرب مبكراً وأستبعدوا تركيا من الأنضمام الى الأتحاد الأُوروبى الذى يفهم جيداً السياسة التركية التى ورطت العالم اليوم فى حربه على داعش .
وكلمة أوردوغان فى الأمم المتحدة ، ومحاولة ارتدائه عبائة الديمقراطية المصطنعة التى فهمها العالم ، كانت نهايته السياسية والأقتصادية حيث تمر ( الليرة) التركية بأسوأ أختبار لها يوضح مدى مايمر به الأقتصاد التركى من معاناة .
وعلى الجانب الآخر كانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، والتى كانت واضحة المعالم ، وتحترم سيادة الدول ، فلم تتطرق الى أمور جانبية ، وصبت فى صميم هدف أجتماع الأمم المتحدة .
وللواقع والتاريخ أقول أن العالم كان متلهف لتواجد ( السيسى) فهو الرئيس الذى إختلف العالم عليه بين مؤيد ومعارض له . فهو فى الواقع الزعيم الذى أنهى فصيل سياسى أقنع العالم بوجوده وقدرته على صناعة المعجزات . لدرجة جعلت الغرب يثق فى هذا الفصيل السياسى وقدرته على الثأثير على الشارع العربى . ليأتى السيسى بطلب ورغبة شعبية ليزيل هذا الفصيل من الخارطة السياسية الى ثلاث مائة عام قادمة . هذا ما جعل السيسى فى اميركا والأمم المتحدة محور إهتمام العالم . فالعالم كله وليس مصر كان مفتقراً للزعامة . ويبحث عن القائد . فلو نظرنا الى نتائج الانتخابات فى العالم فى السنوات الأخيرة سنجد انها تسفر عن أما حكومات ائتلافية أو النجاح بفارق ١:٢٪ تقريبا . وهذا لايصنع زعيم . فالزعيم والقائد بعيداً عن الانتخابات هو الذى يترجم أقواله الى أفعال فى وقت سريع ، وهذا ماحدث مع السيسى الذى هرول اليه الجميع للحديث معه . لانه من وجهة نظر العالم القائد القوى الذى يأخذ مصر الى دور رائد أنتظره العالم سنوات طويلة . ولم يبخل رئيس مصر على شعبه ومحيطه الأقليمى والعالم أيضاً عندما صاح بكل عزة وكبرياء وشموخ وعنفوان دون ان يسىء لأحد ، وتجاهل زلات البعض وهو يردد تحيا مصر . تحيا مصر . تحيا مصر .ليحظى بأكبر كم من التصفيق لم تشهده المؤسسات الدولية من قبل .
لينهى بذلك حقبة مضت ولن تعود مرة أخرى ، لأن العالم يعى الدروس ويعرف القيمة الحقيقية لمصر الجديدة التى تستمد حداثتها من جذور تاريخها الذى هو مهد الحضارة . التى قضت على أحلام اوردغان العثمانية فى أروقة الأمم المتحدة على مرأى ومسمع من العالم .