متى يصمت جنرالات المقاهى فى مصر عن حدوتة آخر الليل ؟
محمد العطيفى
الدولة الحديثة هى الدولة التى تعتمد على عقول مفكرين ، ورجال دولة من الطراز الأول ، والذين يعمل جلهم فى صناعة القرار أو من أهل الخبرة الذين يعملون فى المجال السياسى إما على صعيد حزبى ، أو مراكز دراسات ترجع لها الدولة فى صناعتها للقرار . وهى منظومة كاملة ، سلسلة مترابطة لايمكن فصل جزء منها، لان قوتها فى ارتباط اجزائها .
ما نشاهده اليوم العديد من جنرالات المقاهى الذين تم إحالتهم الى المعاش منذ فترات طويلة ، وهذا يظهر بوضوح على الملابس التى يرتدونها المركونة فى خزانات الملابس قبل إحالتهم الى المعاش ، وهنا نتحدث عن عشرون عاماً حسب الموضة التى نعيشها اليوم ، بالأضافة الى الفقر فى المعلومات التى جزء منها كأبجديات الحالة الأمنية يساعد الخصم على الأنتصار .ويفضل عدم الخوض فيها لان الانتصار هو منع المعلومات عن الخصم وإظهار مكامن الضعف والقوة فى هذه المرحلة ، وترك الأمور للأبطال الحقيقين على الارض للتعامل معها .
فلم نرى جنرال سابق فى الشرطة أو فى الجيش خرج على الأعلام الغربى أو اميركا ليدلى بدلوه فى أى قضية تختص بأحداث الساعة . لدرجة ان الوزارة عند استجوابها امام البرلمان تعتذر عن الإجابة لأهمية الأمنةالقومى . لكن لدينا أصبح ( الحبل على الغارب) الكل عارف وفاهم ، وهذه القضية الكبرى التى يجب أن نفكر فيها ونحن نبنى دولة من الطراز الأول . ونعترف دون جلد للذات ! إننا تأخرنا كثيراً بسبب هذه الفوضى التى أتاحت الفرصة للعديد من غير المتخصصين أو المتخصصين الذين فاتهم الوقت ، وحالياً على المعاش مكانهم المنتجعات السياحية والرحلات ليعيشوا ما تبقى لهم من الحياة بعيداً عن الظهور على شاشات التليفزيون ليقصوا على المشاهدين فى العصر الحديث احاديث ( الخرف ) بين الوعى واللاوعى قصصاً تفيد الخصم . لذا يجب أن تكف بعض الأجهزة فى الدولة وأن تنأى بنفسها عن الخوض بأى أحاديث إعلامية منها القضاء ، ورجال الشرطة والجيش المتقاعدين ، وترك مساحة للمسئولين منهم الذين هم فى صناعة القرار عبر التصريحات للإعلاميين . فالدولة تقدر وقدرت جهودهم وتنظر لهم بعين التقدير لخدماتهم التى ننحى لها جميعاً ، فما قدموه هو حجر فى بناء عظيم مستمر لقيام الساعة .
وللأسف ساعد على هذه الهرجلة ضعف التليفزيون المصرى والذى يجب أن يتم التفكير فى أعادة هيكلته لتتناسب مع متطلبات المرحلة .
لان الطريقة الأعلامية التى يتبناها التليفزيون المصرى قائمة
على ( لو سمحت إطربنى) وهذه هى وسيلة المذيع الذى يفتقر الى المعرفة ، فى ظل وجود منافسة إعلامية للقطاع الخاص ، الذى يبث ٨ ساعات فقط ويجذب انتباه المشاهدين الذين يعزفون حاليا عن مشاهدة تليفزيون تدعمه الدولة ويدفع الثمن شعب يصحو رئيسه ورئيس حكومته ووزرائه من الساعة الخامسة صباحا لينهضوا به رغبة وإصرار فى الارتقاء به وتعويضه عن سنوات مضت ، كلنا نقف وراءها ، ومصصمين على تحقيق الهدف مهما كانت التحديات فمراحل البناء تحتاج الى المهرة من رجال البناء والعقول والسواعد التى تمتهن التعمير، وليس من يدعون وطنية مزيفة تتبدل حسب الحاجة .
فالارتقاء بالذات هو الطريق الوحيد للإرتقاء بالجماعة ، فالوطنية هى الإدراك ، هو نظرة ثاقبة ورؤية لعشرين بل خمسون عاماً قادمة
. الحقيقة ان التليفزيون المصرى تحول وبلا وعى الى مملكة للفساد. مجموعة من الأسر هى التى تعمل به ووصلت به الى هذا المستوى الذى يهبط من عزيمة شعب ، لا يفكر هذا الشعب الا فى الإنتصار وحرب أكتوبر ليست ببعيدة . ويتخذها عنواناً لمستقبله يملؤها التصميم على صناعة المعجزات عابراً للحواجز والتحديات ، قافزاً فوق اى عراقيل تحد من تصميمة على البناء والوقوف فى صفوف الدول المتقدمة .
وهنا يحق لى أن اثبت بالتجربة والواقع هزل التليفزيون المصرى.وعدم الأكتراث بأهمية المرحلة وعزيمة شعب قرر السير وراء قيادة تؤمن بالعمل والجدية ، تضع التنمية عنوانا ، والثقافة والتعليم جوهر سياستها. وللاسف أصحاب أهم رسالة خصوصا الرسالة الأعلامية ومن داخل تليفزيون الاسرة المصرية الذى يبرهن من يعملون به انهم لايدركون مدى أهمية المرحلة .
أولا: هو تليفزيون الأسرة والذى بات يصدعنا ببرامج تهتم بهرمونات الذكورة والأنوثة ، والحيرة بين ( الهارمين) ... اسف ( الهرمونات) التى لاجدوى من إذاعتها ، بالإضافة الى أحد الأعلانات التى توضح الهمجية والبلطجة والسوقية فى الأعلان الذى يصيح رجل فيه ويبيد الصراصير وهو يقول ( بره) . هل هذا يوافق رسالة اعلامية تتحدث عن الأخلاق.ولست أدرى ماهى الفائدة من اعلان يدر بعض الجنيهات لنحافظ على بقاء مذيع أو اثنين بهذا المبلغ، فيجب وقف هذا الاعلان فوراً وكفانا تخطيط المساطيل وعشاق البانجو لرسالة اعلامية تتفهم أهمية المرحلة ومتطلباتها .
ثانيا : تتبعت العديد من القنوات فى الفترة الماضية التى لا تتعدى شهور منها قنوات ناشئة فى أوكرانيا تعى جيداً متطلبات وحاجة المجتمع الأوكرانى لها . بالإضافة الى الأختيار الجيد للإعلانات التى نرى فيها الأطفال تجرى فى المساحات الخضراء والورود . إضافة الى تليفزيونات أخرى فى إعلاناتها قمة للرومانسية ،
وللاسباب السابقة الذكر عرفت عندها السبب الرئيسى وراء استيرادنا للافلام التركية وأفلام اميركا اللاتينية التى تظهر مدى الرومانسية وهم بعيداً فى الواقع عنها ( خذوها من رجل جاب العالم ) الا فى افلاهم . ، وجذبت العديد الذين اعماهم ( كيروكس) التليفزيون المصرى فهاجروا . لا اريد ان أقول الى الأبد. فالوطن والوطنية أداء يا من تقوموا بإدارة تليفزيون مصر ، وليس هز وسط فى زحمة .، فالبناء هو المعرفة ، هو الإحساس ، هو الفطنة هو رؤية الغد قبل اليوم .وانظروا الى موسيقى إعلان حملة تطعيم شلل الأطفال وطعموا أنفسكم بحب مصر الفعلى النابع من القلب يا تليفزيون مصر بدلاً من التطعيم ب ( كير وكس) .