دائماً تضرب الإمارات العربية المتحدة وحكامها المثل للعالم فى الإحترام والنجاح والعزة والفخر بما هو عربى ، لا ينكره سوى الجاحد . وهذا يرجع الى مدرسة كبرى أسس لها المرحوم القائد ( زايد آل نهيان ) . وبعد رحيله قاد المسيرة رجال أكفاء آمنوا بالتقدم والنجاح وبالتراث العربى الأصيل الذى يوقر الكبير ويحنو على الصغير . فليس بجديد أن نرى الإمارات اليوم وهى تسير فى دروب التقدم والمدنية تشارك فى النهضة العالمية بخلق وتشجيع روح الإبتكار .
ويثنى عليها كل زائر لهذه الدولة . فهناك فريق من القادة يعمل بجد وإجتهاد ليضيف نجاحات تبهر العالم وتشاركه مسيرة النهضة .بكل تواضع من قادتها لينعكس على حب مواطنيهم لهم ، بل وحب العالم أجمع لهم ويقدر مجهوداتهم التى تستحق الإشادة والعرفان .
فالعروبة ليست كلمة تقال ، بل هى أعمال وأفعال تترجم المعنى الحقيقى للكلمة . لذا لم تتخلف الإمارات يوماً عن انتمائها العروبى ، فهى الدولة السباقة دائماً فى دعمها لكل ماهو عربى أو عروبى . وعلاقات دولية مع العالم أجمع قائمة على أسس من الإحترام والتقدير والمساواة بفضل الموروث الثقافى والإجتماعى الذى أسس له بانى حضارة الأمارات رحمه الله.
فاليوم شهدت الإمارات العربية (القمة العالمية لطاقة المستقبل ) والتى حل بها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ضيفاً على أخوته من قادة الإمارات لنرى ويرى العالم تجسيداً للمعنى الحقيقى للعروبة والأخوة الصادقة . فكلمة المؤتمر كانت له ، قدموا أخاً لهم ليوزع الجوائز .
وبعيداً عن مراسم الإستقبال والبروتوكلات . رأينا كيف قدم رجال وقادة الإمارات أخاً لهم أمام العالم . لم يقولوا انه ضيفاً، بل قالواً انه الأخ الشقيق لنا نفرح لفرحه . قالوا ان مدرسة المرحوم زايد لا تعترف الا بالأخوة والعروبة والتراث العربى الأصيل الثابت والراسخ لاتغيره الايام أو تبدله السنين . قالوا انها مدرسة الوحدة . فما أجمل الوحدة من شعار ، وما أعزبها من كلمة تنطق لأنها حلم وخاطر يجول بالعقول والقلوب العربية التى تتطلع اليها بشغف .
وجسّدَ اليوم قادة الإمارات هذه الرؤيا بكل شموخ وكبرياء لتبدأ رحلة الأميال فى طريق التنمية المستدامة التى ستعود بالخير والرخاء والرفاهية للجميع .هذه هى شيم ومعادن الرجال .
ففى الوقت الذى نتألم لما يحدث فى العديد من البلدان العربية . نرى الإمارات جاهدة تجمع الصف العربى وتسجل للتاريخ دروساً مكتوبة بمداد من نور . فالإقتصاد هو عمل مشترك ، الأمن هو عمل مشترك ، وحتى النجاح وتحقيق الأهداف عمل مشترك .
فما نحتاجه فى عالمنا العربى فى الظروف الراهنة ما قام به الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات ، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوب حاكم دبى وهم يقدمون أخاً لهم وهو الرئيس السيسى كأحد القادة فى مدرسة عريقة اسسها الشيخ زايد و تتسع لجميع القادة العرب فى هذه الإحتفالية الأخوية أو مهرجانات تشع بالعروبة والأصالة وتوحيد الصف ، والتى أتمنى أن تكون نواه لجمع العديد من القادة فى الدول العربية بنفس الروح العالية التى تؤمن بالأخوة والعمل المشترك الذى بدوره سينعكس على هذه الأمة التى تحتاج الى هذه الروح الطيبة لترتفع الدول وترتقى الشعوب بالمنطقة . وأقتبس هنا كلمات للشيخ محمد بن راشد المكتوم للتأكيد على أهمية المدرسة التى تخرج منها هؤلاء القادة :" أحد أهم دروس التاريخ ، قديمه وحديثه ، هو أن نهضة الدول والشعوب والحضارات تبدأ من التعليم ، وأن مستقبل الأمم يبدأ من مدارسها ".
وهذه بالفعل دعوة تأتى من الإمارات لجمع شمل هذه الإمة ، بعيداً عن العمل الفردى ، بل العمل المشترك ، ولاداعى ان يكون هناك دولاً تغرد خارج السرب ويتمم تصحيح مسار عالمنا العربى .
فهنيئا لكم شعب الإمارات بقادتكم . وتحية تقدير لهؤلاء القادة الذين عندما يصنعوا فأنهم يجيدون ويتقنون صناعتهم ، لذا فالنجاح يأتى من إتقان الصناعة على كافة الأصعدة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية .
فأمال الشعوب وفرحتها الكاملة تتبلور عندما تتابع لقاءات قيادتها وهى تضرب لهم الأمثلة فى الحب والإحترام والتقدير فيما بينها كجزء من موروثها الثقافى وطريق نهضتها وتجمع حولها الشعوب .
تحية لكم أيها القادة لقد زرعتم فينا الأمل لمستقبل مشرق للشعوب. سيروا بنفس الروح العالية ليجنى عالمنا العربى معكم ثمار أعمالكم وآفاق تطلعاتكم ، ورفعة أوطانكم .