الأزمة السورية بين أمل الحل وإحتمالية الفشل الكبير
-
08/12/2015 07:59:00 م
- |
- رئيس التحرير
بقلم : محمد العطيفى
سنوات مرت منذ أن لاح أسوأ ربيع عربى على منطقة الشرق الأوسط لتعم الفوضى ويظهر الأرهاب وشوارع تروى بدماء الشعوب التى تنشد العيش بسلام وأمن وطمأنينة . وفرار من النيران والجحيم للفرار الى مجهول لا علم لأحد بالمصير . فكل مايتمناه الفرد وربما أقصى طموحة حتى وإن كثرت التطلعات الى الذهاب للعمل والعودة داخل اى نطا ق توجد فيه السعادة ، وأولادة الى المدرسة والعودة الكل فيها آمناً على نفسه وأهله وماله . يتفق على هذا الغنى والفقير ، العامل والعاطل ، الحر والعبد . لم يكن يخطر ببال بشر أن الأمور ستنقلب رأساً على عقب . سيتحول الأمن الى إرهاب . ستكون البحار مقابر للهجرة الغير شرعية . سيكون طابور طالبى اللجوء والملاذ فى دول أوروبا مقرون بالشرق الأوسط حيث تتكدس الثروة التى يأخذها الغرب بالسلم أو بالحرب منا بالقوة بسماحة وعن طيب خاطر . كل هذا يتم تحت مسميات عديدة أولها الديمقراطية انتهاء بالعدالة الإجتماعية المزعومة والتى تم تلقينها لشعوب الشرق الأوسط ، فى ظل ما أستشرى بها من تردى فى المستوى التعليمى والأنحدار الثقافى . بمعنى آخر شعوب تم إعدادها سلفاً للخصام والإقتتال فى عالم جديد يقدس المصلحة الفردية على المصلحة العامة .
لم يدرى المتشدقون بالحرية والديمقراطية أن الأمن وحده هو الذى يستطيع أن يضمن لنا أن الحرية والديمقراطية محميتان بالقانون ولن يمكن للفوضى واللامبالاه واللعب بالنار أن تؤسس للارتقاء والرفعة والتقدم سواء على الصعيد السياسى أو الإقتصادى هذا من جهة .
ومن الجهة الأخرى إننا نعيش فى عالم يحكمه الفشلة فى العالم ، وهم الذين وضعوا هذه السياسات والتى تسمى ( السياسة الخارجية للدول ) .فهل يمكن أن نطلق على من هو فاشل بأنه أهل الخبرة والحكمة ؟ وهل وصلت السذاجة بالشعوب أن تترك أمورها لمن لايستطيع سوى خلق المشاكل وزراعة الفتن ليستبد بِنا عدم الإستقرار والفوضى التى يدفع ثمنها شعوب ابرياء تطمح السلام والتنمية التى يطمح بها شعوب من يسمون أنفسهم قادة العالم سواء أكان قطب واحد أو قطبين
فمنذ مجيء أوباما للحكم قرر تعيين السيدة ( هيلارى كلينتون ) وزيراً للخارجية ، وهى التى كانت تنافسه فى سباق الرئاسة . وعادة يجب ان ينسحب من العمل السياسى كل من فشل فى النجاح للوصول للقمة من خلال تصويت جماهيرى . ولم يقف عند هذا الحد بل أستبدل السيدة كلينتون ب ( جون كيرى ) الذى نافس هو الآخر ولم يفلح فى السباق الرئاسى . هذا فى أميركاوالتى يحلم الجميع الآن بالساعة التى يخرج منها اوباما للأبد من البيت الأبيض . اما فى المملكة المتحدة ( بريطانيا ) وعندما وصل ( ديفيد كاميرون ) الى الحكم سلم مقاليد الخارجية الى ( وليام هيج ) الذى فشل فى أن يصل بالمحافظين الى سدة الحكم من خلال انتخابات برلمانية .قس على ذلك أشخاص لها أصوات عالية فى عالم السياسة منها ( جون ماكين ) كمثال ليس للحصر .
إذن بصفة عامة دعونا نتفق أن العالم يصنع سياسته ليس أهل النبوغ أو الطموح ، ليس الشباب كما يوهمنا البعض .
فعلاج المشاكل الدولية رأيناه فى ليبيا مابعد القذافى وفى العراق مابعد صدام حسين وفى اليمن بعد على عبدالله صالح . وصراع سوريا الذى نحن بصدد الحديث عنه والذى دفع الشعب السورى أبهظ تمناً وصلت الى الاستجداء للأمن على أعتباب دول العالم المترددة على استضافتها بالصباح لتستنكر وجودهم فى المساء ، و فى ظل معادلة دولية أصابها الخلل وتعارض المصالح بين الدول حتى ولو على اشلاء وجثث الشعب السورى الذى يطمح الأمن والاستقرار كباقى دول العالم .
يدعى العالم الآن انه بصدد إيجاد مخرجاً للأزمة السورية ، وهناك حالة شبه إتفاق دولى على أن يمكث بشار الأسد لمدة ٦ أشهر فى مرحلة إنتقالية . ويتم كتابة دستور جديد والإستفتاء عليه فى مدة ١٨ شهر للتمهيد للإستقرار . ولست أدرى كيف سيتم الإستفتاء على دستور لشعب غير موجود على الأرض نتيجة ظروف الحرب ؟ وتبقى المشكلة بين من هو متفائل ومن هو مثلى متشائم لحكم الفشلة السياسين للعالم . وترك الأمور الدولية بعيدة كل البعد عن مؤسسة أضعفتها الدول الكبرى ويسكن إدارتها الأشباح وهى الأمم المتحدة .
فسوريا الآن ومع وهم الحل خصوصاً وبعدما اتضحت كل أطراف اللعبة داخل سوريا ومن يدعم من ؟ ومن الذى أتى بداعش الى سوريا وأصبحت الحرب الآن على داعش ، والغريب أن الغرب يطالب بشار فى مساعدته فى القضاء على داعش ، وفى نفس الوقت يقولون له علانية " ليس لك مكان فى مستقبل سوريا " .
لكن علينا أن نطرح سؤالاً هاماً فى ظل هذه المعادلات التى لاتستند الى عمق المفاهيم ، وفى ظل حالات عدم الأستقرار العالمى وصراع نفوذ الدول . هل سيكون هناك مستقبل لسوريا ؟ رغم نبؤة البعض بالتقسيم .
المعروض للحل فى سوريا هو صورة ممسوخة من الحل فى اليمن . إستبدال على عبدالله صالح بالرئيس عبدربه هادى وبقيت المشكلة حتى هذه اللحظة حرب أهلية وبزوغ يومى لتشدد وإرهاب نتيجة تعدد القوى المتصارعة .
فهل يريدون بسوريا أيضا مانشاهده فى اليمن .لذا سيكون الفشل حليف هذه المبادرة لانه لايوجد فى السياسة الدولية الرجل الحكيم . لذا نحن نعيش عالم اختلطت فيه الأمور لدرجة باتت واضحة حيث أن هناك مؤشرات فشل القطب الواحد يديره من يستحق لهم التقاعد من العمل السياسى منذ سنوات وأفساح المجال لعقول قادرة على الفهم السياسى لأن الحال لو استمر على هذا المنوال فنحن على ابواب حرب عالمية لعدم الاتزان السياسى وتعارض المصالح بين العديد من القوى فى العالم .