الهجرة السورية بين معاناة السوريين وتجار البشر والتوتر السياسى والحدودى لدول استقبال المهاجرين
بقلم : محمد العطيفى
العديد من الدول الغربية خصوصاً دول الكتلة الشرقية ، التى مازالت تحلم باللحاق بأوروبا المتقدمة . وبقدرة قادر تتحول هذه الدول بعد الحرب العالمية الثانية من دول يديرها الإتحاد السوفيتى الى دول تدعى غربتيها واوروبتها اكثر من الأوربيين أنفسهم . ولا أريد ان نقحم أنفسنا بالبحث فى جذور كل هؤلاء الأجناس والأعراق . لكن هناك طريق الهجرة الذى يبدأ من تركيا وعبور البحر الى اليونان ثم القطارات الى مكدونيا ثم الى صربيا ثم الى كرواتيا وبعدها الى سلوفينيا ثم النمسا ومن النمسا الى ألمانيا .التى تعتبر النقطة قبل الاخيرة لمن يرغب ان يذهب لدول اخرى مثل إسكندنافيا او هولندا .
دول الأتحاد الأوروبى ، كان من الممكن عبورها والتنقل فيها دون أن يسألك أحد عن تأشيرة سفر، وهذا فى الواقع ما شجع الى الهجرة الغير شرعية لهذه البلدان .حيث تبدأ الهجرة التى ساعدت أوروبا عليها لغرض مازال مجهولاً . لان هناك غرض وراء قبول المهاجرين الظاهر منه فقط هو تفريغ بعض الدول من سكانها وتشجيعهم بالإقامة والهجرة .
فى الطريق وعبور حدود الدول التى كانت تخضع للكتلة الشرقية ، يمكنك تحديد الدول التى يسكنها الأمل فى التقدم والرغبة فى التنمية وبين دول اخرى تعج بالجهل والصمت . وشعور مزيف بأنهم أوروبيون وهم خيرة عقول القارة . وأن تأخر أوربا ( العجوز ) كان بسبب عدم الاهتمام بهم وتركهم فى أحضان الشيوعية . وكل ذلك كان سنوات ضائعة وفرص خسرها الإقتصاد العالمى . وأوروبا العجوز لن تنهض الا بسواعد هؤلاء الكسالى الفقراء .
ففى كل هذه الدول لايتعدى متوسط دخل الفرد اكثر من ٣٠ يورو يوميا . نسبة البطالة تصل الى ٢٠٪ فى بعض المناطق خصوصا حدود الدول بعضها البعض . كذلك إفتقارها الى المواد الخام التى تقوم عليها الصناعات . هم فقط ليس لديهم انفجارات سكانية ، عدد سكان قريب من أن يكون ثابت لسنوات عديدة ، ووفرة اليد العاملة التى تملأ الدول الغنية للعمل غالبا بأقل الأجور والاستفادة بوجودهم فى الاتحاد الأوروبى مما سهل عليهم الإقامة والعمل بغض النظر عن عدم وجود مبدأ المساواة الذين يجبرهم على القبول بمرتبات متدنية مازالت أفضل بكثير من بلدانهم الأصلية .
فى الواقع العديد من دول أوروبا الشرقية يمكن للمار بها أو عليها أن يرى مساحات الفقر الواسعة التى تعيشها هذه الدول . وكلما ازدادت مساحات الفقر فلا وجود لما يسمى عالم ( الأخلاق والفضيلة ) فلا مستحيل أمام سيطرة المال .فالرشوة يمن رؤيتها بوضوح وشراء الذمم امر ليس بالعسير .
لذا وظفت الهجرة الغير شرعية أحسن توظيف وطغت حتى على السياسين فى بعض الدول التى تعاطت وسهلت هذه التجارة . ولم تقف عند هذا الحد بل إمتدت لتصبح ورقة ضغط تستخدمها الدول لتستفز بعضها البعض مالياً . بريطانيا على سبيل المثال تدفع لفرنسا للحد من تدفق المهاجرين من ( كاليه ) بوابة الدخول الى بريطانيا . لكن تبقى المشكلة بدون حل ويتدفق المهاجرين الى بريطانيا . ولم تعالج المشكلة فهنيئا للحكومة الفرنسية بالتمتع بأموال الإنجليز .قس على ذلك كل دول أوروبا . فى الواقع لا يريد أحداً منهم المهاجرين لكنهم استطاعوا تحويل المشكلة ليستفيد منها بعضهم البعض فى تسهيل المرور للاجئين والمهاجرين الغير شرعيين الى بعضهم البعض .لعدم الرغبة ى تحمل المسئولية الأخلاقية فى تقديم الرعاية للمهاجرينوإستقبالهم . هذا تم ليس بالرغبة من الخلاص منهم فقط ، بل لتجارة هامة تدر أرباح وورقة يلعب بها السياسين كل حسب إتجاهه . اليمين تزاد لديه العنصرية فهو كاره للمهاجرين ويستطيع التلويح بهذه الورقة ليكسب تأييد شعبى للعنصرية العمياء البغيضة ، من يريد أن يكسب أصوات الأقليات فهو مع دعم المهاجرين وبين هذا وذاك هناك منتفخى الجيوب الذين يستفيدون من التهريب وذوى النزعات القومية
لكن تغيرت الأمور بنسب قوية بعد أحداث باريس التى أتت نتيجة وكما قال الغرب هجرة السوريين الى أوروبا حيث استطاع العديد من تنظيم ( داعش ) الدخول فى وسط هذ الكم الكبير من المهاجرين الذين تصدرهم كلاً من تركيا واليونان الى اوروبا . وتسليط الضوء بواسطة الأعلام الغربى على هذه القضية حتى ازداد تنامى التعصب والعنصرية تجاه المسلمين الآن فى العديد من هذه الدول .ويستطيع القارىء لصحافة هذه الدول أن يدرك خطورة حديث العديد من المسئولين وكراهيتهم للإسلام والمسلمين .
وأعلنتها صراحة دولاً مثل ( سلوفينيا) بأنها لن تقبل لمسلمين على أراضيها وتقبل فقط المسيحيين حفاظا على وحدتها القومية .
التواجد الكثيف للعديد من المهاجرين الغير شرعيين القابعين الآن فى تركيا ، حيث يزداد عمل مافيا التهريب الذين يقبضون الأموال لتهريب راغبى السفر الى أوروبا يدركون مدى الخطورة التى يتعرض لها المهاجرين اليوم حيث كثرت نقاط التفتيش والكثافة الشرطية والعسكرية على حدود الدول الآن ، ومحاولة إيقاف العمل بتأشيرة ( الشنجن ) نظرا لسهولة الحركة المترتبة عليها وعدم ضبط الحدود مما جعلها سهلة العبور . ليس هذا بل توجد أسوار على العديد من دول أوروبا وحراسة أمنية تعطى الحق للحراس بإطلاق النار لكل من يقترب من الحدود .
فهل ستستطيع كلاً من تركيا واليونان بوقف تدفق المهاجرين الى دول اوروبا حالياً وبعد تشديد إجراءات رقابة الحدود بالقمر الصناعي وترحيل العديد من المهاجرين بعدما قامت تركيا حاليا بالقبض على ثمانين الف مهاجر ، واليونان التى تحتجز اليوم قرابة ٢٠٠٠ مهاجر مغربى ؟ وصربيا التى ترمى بالمشكلة على كرواتيا وهنغاريا التى ترفض استضافة اى مهاجر من علاج هذه المشكلة ؟
القضية بوضوح هى وقف الحروب والصراعات التى تساعد على الهجرة فى المقام الاول . ثانيا : توظيف جزء كبير من الدعم الخارجى فى ميزانيات الدول الغنية واستثماره فى الدول الفقيرة للحد من الهجرة بها . غير ذلك ستبقى المشكلة ليستفيد بها تجار البشر كمافيات دولية ويلعب بالورقة ويوظفها السياسين كمآرب شخصية .