ماتحتاجه مصر نائبان لرئيس الجمهورية ضمانا للاستقرار وطريقا للنهضة
-
08/01/2016 11:28:00 م
- |
- رئيس التحرير
بقلم : محمد العطيفى
لم يكن أحد فى العالم يتوقع أن تعود فى مصر الأمور الى ماكانت عليه من أستقرار قبل مايسمى ( الربيع العربى )، ففى عالم السياسة لاوجود لفكر المؤامرة ، السياسة هى صولات وجولات فى أدارة أمور الدول وحكمها .
والدولة وسيادتها هى خط أحمر لايتم التهاون فيه . السياسة ( ميكافيللى ) " أتغذى بخصمك قبل ما يتعشى بك " ففكرة المؤامرة هى مجرد شماعة تعلق عليها أخطاء الذات . فالسياسة حسابات حتى وأن كانت ربح أو خسارة
للحقيقة تم انهاك مصر على مستويات متعددة قبل هذا الحراك وسيطرت العشوائية الفكرية فى صناعة القرار الذى بدورة أدى الى تفشى الفساد فى ظل تربص دولا أخرى بعيدة عن المحيط العربى ترغب فى قيادة الأقليم بالكامل بتواطؤ دولا من المحيط العربى ربما لكونها جديدة فى عالم السياسة .لكن كان هذا يتم جهارا نهارا أمام الجميع مما ينفى عنه شبح المؤامرة حتى وأن كان هذا بدعم دولا قوية .
فمصر قبل 30 يونيوكادت أن تصل الى مايسمى ( الدولة الفاشلة ) وهذا ما قاله لى بالحرف أحد الوزراء السابقين فى حكومة كاميرون الحالية . لذا فلولا 30 يونيو لذهبت مصر فى طريق اللاعودة لاسمح الله كما ذهبت دولا أخرى .وهذا مايجعل المصريين اليوم يقفون وراء السيسى ولايريدون سوى الاستقرار والأمن الذى بدونهما تنعدم مظاهر الحياة المدنية لاى مجتمع .
ما قامت به مصر بعد 30 يونيو من محاولة النهوض بالأقتصاد والتركيز على البنية التحتية التى تفتح الابواب لآفاق حركة اقتصادية وتنمية قوية هذا من جهة و تشييد أكبر مشروعان عملاقان فى فترة زمنية قياسية تمثلت فى قناة السويس الجديدة بالأضافة الى مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان لهو خير دليل على الرؤية الاستراتيجية التى تسايق الزمن فتسر الصديق وتكيد العدا .وما زال الطموح كبير ،والأهداف متزايدة مما يشكل عبئا على الرئيس كرأس للدولة مهما زاد عدد مستشاريه .فعندما تكون المهام والأعباء ثقيلة يجب أن يتم تقاسمها معه ، حرصا على سلامة الرئيس وضمان النهضة .
فى الوقت الذى فى ظل الخطوات التى تخطوها مصر حاليا هناك العديد من المؤسسات التى تحتاج الى أعادة النظر لتظهر بهيكلية جديدة وشكل يناسب طريق تنمية طويل يبدأ بالعمل من أجل مصر ، فالفساد ليس من أجل مصر ، ولا الجهل يكون عنوانا لمرحلة الغرض منها الأرتقاء والرفعة . نحن بحاجة الى النظر للأعلام والذى يحتاج وزارة بالفعل أما لتخرسة أو لتفرض عليه القيود التى من خلالها تعيد له مدى مسئولية الرسالة التى يحملها لشعب . فالمضحك المبكى فى دولة مثل مصر وبتاريخها أن يتحدث اعلامها عن خرافات نهاية الزمن وعلامات الساعة أهذه المهنية التى يتحدثون عنها ؟ هل هذه هى مصر التى يجب أن يقود الأعلام مسيرة التنمية فى توجيه الشعب الذى به فئات عديدة فى حاجة الى توضيح صورة المستقبل لها دون مهاترات .
هناك مساحات شاسعة سيتم زراعتها ،وهذا سيعطى مصر قدرة قوية على تصدير المحاصيل الزراعية ، فهل اهتم الأعلام بالتركيز على هذه الموضوعات حتى يساعد الشباب فى دراسة الاسواق وفن التسويق واقامة مصانع تتعامل مع المنتجات الزراعية الجديدة والتى طالب الرئيس أن يتم الأستفادة من التقنيات الحديثة فى اساليب الزراعة لزيادة الكم فى الأنتاج .
من الواجب ولضمان سير البلاد فى هذا الطريق أن يقوم الرئيس بأختيار نائبان له و يتم تقوية منصب الرئيس فى مواجهة السلطات لكونه رأس الدولة وواجهتها .فى الوقت الذى سيكون لتعيين نواب للرئيس واقع يعيد التوازن للعملية السياسية لو تم أختيار نواب الرئيس بعناية فائقة لتتنوع الأتجاهات . ووجود نائبان يضمن التنافس فى الأداء الوظيفى القابل للتقييم من رئيس الجمهورية وحدة دون تدخل سلطات اخرى ولايوجد دستوريا مايمنع الرئيس من اختيار نواب له حسب الدساتير المصرية منذ دستور 58وحتى الدستور الحالى .
خصوصا ولايخفى على أحد أن الأستحقاق الثالث اسفر عن برلمان بفتقد العديد من اعضائه الخبرة السياسية ، وهذا ليس عيبا أوتقليل من الشأن ، فالعديد من الوزراء فى الأتحاد الاوروبى والبرلمانيين فى بروكسل جلهم أول مرة يدخلون برلمان ، فالخبرة هى ممارسة ووقت . وهذا يحتاج الى أن يتم أرسال بعثات للبرلمانيين المصريين الى دول مختلفة للأطلاع على أداء البرلمانات بها على حساب الأعضاء أنفسهم وأجباريا دون أن تتكلف الدولة شىء . وهناك العديد من الدول الأوربية التى من الممكن أن تستضيف جزء من البرلمانيين المصريين للمساعدة فى زيادة خبرتهم البرلمانية .
وحاليا أطرح سؤالا ! هل لو قام الرئيس السابق مبارك بتعيين نائبين له كانت وقعت مصر فى فخ الربيع العربى ؟ بالتأكيد كان ربما كان أختلف الأمر بداية من هاجس التوريث . فوجود نائبان للرئيس سيساعد فى ضمان رؤية الرئيس لمصر المستقبل وأيضا سيقطع الطريق على المتلسنين الذين لايكفوا بأن يخرجوا علينا من وقت لآخر بأفكار تحبط الهمم وتنقص العزم ونحن فى بداية مسيرة ورؤية واضحة هدفها السير بخطى واسعة لتعوض مصر مافاتها وتحتاج الى خطة تأمين قوية ونظرة ثاقبة وفق الله قائد مسيرتها عبدالفتاح السيسى .