التنمية تحتاج لقوانين رادعة للقضاء على جمهوريات الفوضى والعشوائية
-
21/03/2016 09:53:00 ص
- |
- رئيس التحرير
بقلم : محمد العطيفى
تعتبر التنمية هى الشغل الشاغل للدول التى لديها الرغبة فى الأرتقاء والأنتقال الى مرتبة عالية فى تصنيف الدول ، وتحقيق الأهداف التى تنعكس على مواطنيها والتخفيف عنهم من خلال العمل على تقليل مساحات الفقر وإستبدالها بالأمن الأقتصادى . وهذا يستدعى التركيز على إتجاهات مختلفة منها التعليم والمرأة وخلق فرص عمل على المستوى المحلى خصوصا المناطق الأقل حظا من الثروة ، والتركيز على البنية التحتية لأن إهمالها يعيق كل المجالات التى تؤدى إلى التنمية والنهوض .
فزيادة العزلة الأجتماعية بين فقراء الريف والأكثر حظا منهم فى المدن يعنى إعاقة التكامل الأجتماعى الذى يؤثر على إستراتيجيات خطط التنمية والنمو الأقتصادى خصوصا أنها تتحول الى حالة من الفوضى والعشوائية التى توضح غياب الدولة وفشل خطط الحكومات فى الإنتقال بالمواطنين وإعدادهم لمرحلة التنمية .
حجم الأنفاق المصرى فى الفترة الحالية يفوق التوقعات ، حيث البناء مستمر وواضح ملموس لكل من يزور مصر ، فهناك شبكات الطرق والكبارى والبنية التحتية من الصرف الصحى، وطرق جديدة فى الريف والحضر يتم الإنفاق عليها بالمليارات . لكن لم تختفى العشوائية التى بدورها ستقضى على حجم الأنفاق فى البنية التحتية وإعاقة التمنية وأهدار لمليارات يتم إنفاقها لتقليل مساحات الفقر وتقليل مساحة العزلة الأجتماعية نتيجة الفساد المتفشى فى المحليات التى يجب تحديثها وزيادة الرقابة عليها .التى ساعدت فى الأعتداء على الأرض الزراعية فى الدلتا والوادى والتى تتحول الى مبانى رغم أنف الدولة ، دون رادع فى فوضى وعشوائية تتحمل الدولة نتائجها لغيابها ،ولأنتشار الفساد فى المحليات .
جمهورية التوك توك التى باتت تجذب كل عاطل ، وتعيق حركة السير فى المدن وعلى الطرق دون وازع أو رقيب . لم يخطر على بال أحد فى الحكومة أن يواجه هذه العشوائية ويتم منع إستيراد التوك توك . ليبقى السؤال هل الحكومة لها الرغبة فى زيادة العشوائية ؟ هل الدولة مستفيدة من إنتشار هذا النوع الردىء من المواصلات على الطرق ، بل والتشجيع عليها لتشكل عائق مرورى لانها لاتخضع لقانون مما أدى الى 3 مليون شاب يعملون فى هذا المضمار وتناصرهم 2 مليون أسرة لغياب الدولة ، وأصبحت سعادة الدولة أن تتربح مليونات قليلة فى عملية تقنيين للتوك توك ، كأعتراف من الدولة لتكريث البطالة والعشوائية .
التنمية تحتاج إلى أعداد المواطنين ، والتحلل من الفكر العشوائى الى فكر جديد صفاته المدنية الحديثة ينتشله من عالم الفقر الى عالم ملىء بالرهافية ،وتوجيهه الى أهمية الخطط الأستراتيجية التى ترسمها الحكومات لتحقق بها الأهداف المنشودة للأمن الأقتصادى . بخلق فرص عمل بديلة والأستفادة من مهارات العديد من سائقى التوك توك وغالبيتهم الآن من خريجى الجامعات .وإعدادهم لسوق عمل طموحة فى التصنيع والتسويق ومجالات أخرى .حتى لانواجه مشاكل لو تدفقت الينا رؤوس الأموال الأجنبية ، ونحن لم ننظم بعد فلسفة السلوك العشوائى الذى يجعل المستثمر يتردد فى الأستثمار لدينا فى ظل الأسواق الجديدة والاقتصادات الناشئة أمامه .
إشتكى لى العديد فى الخارج مما يسيطر على العقول لدينا فى مصر من فكر ( المؤامرة ) وأستغربوا من الفكرة تعشش على العقول التى يجب أن يكون دورها تنويرى وتثقيفى وتوجيهى لمرحلة تنمية شاملة تأخرت عنها مصر كثيرا ، لكنها ادركتها وتعمل عليها بكل ما لديها من قوة حاليا . وهذا بالفعل إحباط للهمم التى يجب ان يتم جمعها فى بوتقة واحدة بغرض تنمية شاملة تبدأ من الفرد الذى يتم إعداده وتطوير مهاراته بعيدا عن الفساد والسلوك العشوائى ليشعر بالأمل ويتخلى عن حالة اليأس وعدم الأكتراث التى جعلته يشعر بحالة من الأحباط والتململ نتيجة غياب الدولة ، مما دعاه الى أن ينفصل عن الجماعة والشعور بالعزلة الأجتماعية .
فأن لم تعمل الحكومة بخطة مدروسة وزيادة الأنفاق الحكومى فى الريف قبل الحضر والعمل على الأرتقاء بقطاعات مهمة مثل التعليم والصحة وزيادة وعى المواطن وخلق فرص عمل جديدة كل يوم ويرسخ الأعلام جل همه فى إظهار العمل على الأرض وتوضيح أهمية المشروعات والأنفاق ، سيبقى الأنفاق فى البنية التحتية عديم الجدوى والحكومة فى واد والشعب فى واد آخر .
واتذكر قول الشاعر" بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم .. لم يبن ملك على جهل وإقلال "