ايران هل تستفيد من تجارب الخريف العربى ؟
-
02/01/2018 03:54:00 م
- |
- رئيس التحرير
كتب : محمد العطيفى
تعتبر ايران اليوم محط أنظار العالم ، لما يحدث من حراك أجتماعى ، تأخر كثيرا عن موجات الربيع العربى الجارفة ، التى هزت أركان الدول العربية الضعيفة والمهترئة ، لذا لم تصمد كثيرا أمام الهبات الجماهيرية . فما كان منها الا التصدع السريع والدخول فى آتون صراعات تصدع الدولة ، أخذ البعض من الدول الى الحروب الاهلية .
لكن السؤال المنطقى . هل ايران كالدول العربية ؟ وهل يمكن أن يلحق بايران مالحق بالدول العربية التى أستطاعت هبات الجماهير أن تهزها وترهق كاهلها الى اليوم ؟
ربما يتساءل البعض عن أهمية الرهان الخارجى ؟
ولنبدأ هنا بالرهان الخارجى وعلى ماذا يراهن ؟ سنجد ان الرهان الخارجى ينصب مجمله على حجم المصالح التى تربطة بأى دولة . ففى ايران هناك مصالح مشتركة تربط ايران بالعديد من الدول التى تتعامل معها فى الخفاء وليس العلن .وسنجد أن الكثير منهم اليوم من يطالبون ايران بتقديم تنازلات لصالح من يقف فى الشارع .
ومن يقف فى الشارع يطالبون بعدل أجتماعى ، ظل يردده الشارع العربى ، ليحصد ما هو اسوأ من العدل الاجتماعى ، والحلم بيوم من الماضى .
رغم التركيبة الأجتماعية الغير متجانسة فى أيران ، لكنها لديها الشعور بالقومية سيظل حجرة عثرة أمام اى مخطط ، فالتجانس العرقى الذى يحبذ الفكرة القومية أقوى بكثير من التلاعب على اوتارة فى ظل دولة استفادت وتستفيد من التجارب التى سبقتها فى حقول عدة . وما الربيع العربى ببعيد !
ايضا التركيبة الأمنية الموجودة فى ايران تختلف عن التركيبة الامنية فى دول الربيع العربى ، لانها متوسعة ومتشعبة ، وهذا بدوره يوضح أن ايران قادرة على تفادى هذا الحراك بالعديد من الوسائل منها السياسى والاجتماعى والاقتصادى .
التغيرات الدولية على ارض الواقع تصب فى صالح طهران وليس عليها ، وهذا ما أخفق العديد من رؤيته ، ربما استطاع ترامب أن يستغل البعض فى أن يقف بجواره ، فى حين اخفاقه فى معالجة قضية فلسطين التى من الممكن أن تستميل الشارع العربى فى التعاطف مع ايران .
المعارضة الايرانية ودورها ، خصوصا انها معارضة المنفى ، فهى مختلفة فيما بينها ولا يوجد بينها اتفاق ، وهذا بدوره يصب فى صالح النظام فى ايران رغم مانراه اليوم من حالة تشنج فى الشارع يسهل امتصاصها .
هناك شىء واحد ربما فى مخيلة الغرب ، وهذا وهما . التدخل كما حدث فى ليبيا بقوات الناتو من خلال تحالف دولى ، وهذا من الصعب التنظيم والاستعداد له ، وذلك للنفوذ الخارجى التى استطاعت ايران أن تضع يدها عليه فى العديد من البلدان العربية . ستظل ايران قوة عسكرية قوية قادرة على الدفاع عن نفسها ، وتكيل لمن يحاول محاربتها لكمات قوية ستظهر بوضوح فى وجه الخصم . لذلك لن يستطيع الغرب أن يدخل فى مهاترة يفقد بها بسط هيمنته على الدول التى لاحول لها ولاقوة فى الصمود بصلابة وعنفوان أمام خصم يدعى انه لدية من وسائل القوة التى تبقيه جاسما على صدور الدول الضعيفة .فالدرس كان فى الربيع العربى والذى يعيه الشعب الايرانى جيدا . لذا الحراك واجب ، ومن الممكن أن يكون هناك مكتسبات للمتظاهرين ، وهذا ما يجب على الدولة فى ايران سرعة تداركه قبل فوات الاوان